عن القرية الآمنة المطمئنة ودار الهجرة؛ نثر ابن المدينتين المعظمتين إرثاً ثرياً؛ أدباً وتاريخاً وتراثاً.. وإليهما تدفق من حروفه ينبوع صافٍ لمصنفات موروثهما.. ولهما تعلق قلبه وعيناه وأوراقه، فاختزن كل ما فيهما من تاريخ.. وعن أعيان المدينة وناسها الطيبين؛ نقل تاريخها الأثير بحاراتها العتيقة وعيونها ونخلها.. كأنها مرت من هنا قبل قليل.. إنه الأديب الراحل الدكتور عاصم حمدان.
عندما تناول الجوانب المعرفية والثقافية للسياقات الأدبية في الغرب؛ غيَّر زاوية الرؤية لِما لم يُرَ من قبل.. وأمعن النظر في عكوف المستعربين على دراسة الأدب العربي واحتفاظهم بنوادر مخطوطاته الثمينة.. ولما تُرجمت قصص «ألف ليلة وليلة» إلى الإنجليزية شعراً، وترسخت في دوائر الأدباء والباحثين الفرنسيين؛ كشف بأدلته الاستقصائية التحليلية بواعث اهتمام الرحالة الغرب بنقل التراث العربي وترجمته.
من محيط النشأة والعصامية وجَلَد السفر والتنقل، ومن الارتباط بالتاريخ والأدب والثقافة والقراءة والكتابة؛ أثبت للناس أن تاريخ البلدان بتراثها وأدبها وثقافتها، تشكّل سُفناً للأفكار لا تتوقف عن السفر في محيطات رأسه.. مثل زخات مطر تهبط على جذع شجرة وأوراقها.. والوقت هو من يترك المجال لبذور الفكرة أن تتغصَّن وتتورّق ثم تثمر.
وبين دقة وموثوقية ودراسات تاريخية رصينة موسعة؛ صنَّف خزَّان التاريخ ما اندثر من معالم المدينتين المقدستين؛ الحضارية، والعلمية، والأدبية، والاجتماعية، والإنسانية.. ووضع القارئ في حالة استنشاق لحظات من عبق التراث ومعايشته.. وفي رسم تماثلي بياني أدبي؛ دبَّج قطعة من تاريخ مكة والمدينة بحرميهما وأوقافهما وأحيائهما وأزقتهما.
حين دوَّن أجزاء من سيرته وأحداث حياته؛ كان رهيناً لانسياب ذاكرته وفيضها العفوي دون تراتب زمني لمراحلها، في مخزون ذكريات واعية الوقائع.. وفي طور مختلف لفن كتابة تاريخ الذات؛ سطَّرها بصيغة ضمير الغائب لا صيغة «الأنا»، بإطار موضوعي وزمني ومكاني، وقَدر من الروابط التركيبية بجمالياتها الأسلوبية في كتابة السيرة.
ومن ارتباطه بالإرث والتراث وتصدُر كتاباته الصحفية التاريخية والأدبية والاجتماعية؛ خضَّب عُشب حروفه الأنيقة بريشة مغموسة في مياه الوجد العميقة، بلغة نورانية شفيفة.. ومن أهداف نبيلة أسس عليها تدويناته؛ وظَّف زُخرف قلمه المعرفي الشفاف على مستقبل الأدب والثقافة ومعايشة هموم الأمة وآلام الناس، بنفس زكية وحس مرهف.. كأنه دوحة تحنو على المستظل بها.
عندما تناول الجوانب المعرفية والثقافية للسياقات الأدبية في الغرب؛ غيَّر زاوية الرؤية لِما لم يُرَ من قبل.. وأمعن النظر في عكوف المستعربين على دراسة الأدب العربي واحتفاظهم بنوادر مخطوطاته الثمينة.. ولما تُرجمت قصص «ألف ليلة وليلة» إلى الإنجليزية شعراً، وترسخت في دوائر الأدباء والباحثين الفرنسيين؛ كشف بأدلته الاستقصائية التحليلية بواعث اهتمام الرحالة الغرب بنقل التراث العربي وترجمته.
من محيط النشأة والعصامية وجَلَد السفر والتنقل، ومن الارتباط بالتاريخ والأدب والثقافة والقراءة والكتابة؛ أثبت للناس أن تاريخ البلدان بتراثها وأدبها وثقافتها، تشكّل سُفناً للأفكار لا تتوقف عن السفر في محيطات رأسه.. مثل زخات مطر تهبط على جذع شجرة وأوراقها.. والوقت هو من يترك المجال لبذور الفكرة أن تتغصَّن وتتورّق ثم تثمر.
وبين دقة وموثوقية ودراسات تاريخية رصينة موسعة؛ صنَّف خزَّان التاريخ ما اندثر من معالم المدينتين المقدستين؛ الحضارية، والعلمية، والأدبية، والاجتماعية، والإنسانية.. ووضع القارئ في حالة استنشاق لحظات من عبق التراث ومعايشته.. وفي رسم تماثلي بياني أدبي؛ دبَّج قطعة من تاريخ مكة والمدينة بحرميهما وأوقافهما وأحيائهما وأزقتهما.
حين دوَّن أجزاء من سيرته وأحداث حياته؛ كان رهيناً لانسياب ذاكرته وفيضها العفوي دون تراتب زمني لمراحلها، في مخزون ذكريات واعية الوقائع.. وفي طور مختلف لفن كتابة تاريخ الذات؛ سطَّرها بصيغة ضمير الغائب لا صيغة «الأنا»، بإطار موضوعي وزمني ومكاني، وقَدر من الروابط التركيبية بجمالياتها الأسلوبية في كتابة السيرة.
ومن ارتباطه بالإرث والتراث وتصدُر كتاباته الصحفية التاريخية والأدبية والاجتماعية؛ خضَّب عُشب حروفه الأنيقة بريشة مغموسة في مياه الوجد العميقة، بلغة نورانية شفيفة.. ومن أهداف نبيلة أسس عليها تدويناته؛ وظَّف زُخرف قلمه المعرفي الشفاف على مستقبل الأدب والثقافة ومعايشة هموم الأمة وآلام الناس، بنفس زكية وحس مرهف.. كأنه دوحة تحنو على المستظل بها.